ليبيات في المهجر
ليبيات في المهجر
ليبيات في المهجر
- رحلة التأشيرات المرفوضة
- مابين القارتين يفصل محيط أطلنطي كبير, وما بين أفريقيا وأمريكا شغف بالهجرة عظيم ! هنا في لوس أنجلوس- أمريكا تعيش الفنانة التشكيلية ندى قليوان حياة الفن والإستقلالية والرؤى التعددية منذ ربيع 2010, وبعد رحلة مطولــة إجتازت فيها عدداً كبيراً لأبوابٍ مسدودة من سفارات العالم لغرض العبور بعيداً , فبعد طرق أبواب السفارة التركية والبريطانية وعدم تمكنها من الحصول على أي من تأشيراتيهما , بدأت ندى في رحلة البحث عن التأشيرات الآخرى, فتلتها بالسويدية والتي لم تتحصل على المال الكافي لإتمام إجراءاتها, كما هو الحال أيضاً بالنسبة للكندية والتي في المقابل ُطلب منها إجراء المقابلة في فرنسا للتأكد من أهليتها للموافقة على طلب الهجرة فحال ذلك دون الوصول إلى مُبتغاها.
- فبعد كل هذه المحاولات إستطاعت ندى من التقديم على التاشيرة الأميركية كطالبة والحصول عليها, حيث تقول بـأن
- “ الهجرة كانت حلم بالنسبة لي لأني دائماً ما أشعر بأني غريبة داخل وطني “
- وبعد جُملة من التضحيات والعمل على بيع العديد من أشياءها الخاصة و الثمينة تمكنت أخيراً ندى من الحصول على التأشيرة حيث وصفت حياتها السابقة في ليبيا بالرتيبة والمقيدة في كل شئ فالسفر بالنسبة لها كان شغفها الوحيد والعيش دون قيود فكرية أو فنية هو السبيل الأمثل للحياة المنشودة.
- تحملت ندى مسير السفر نحو المجهول, فهي بين مطرقة تحقيق الذات وسندان مشاق الهجرة وبين هذا وذاك عملت ندى في العديد من المهن واصفةً بأن ( الغربة صعبة ) و هي تردد بأنها لا تخجل من قول أنها عملت كطباخة و نادلة أيضاً في مطعم مكسيكي كفترة لتضمن بها حياتها ومصروف يومها وأن تجارب معاناتها في العمل في الآونة الأولى هي تجارب تشاركها مع الجميع وهي غاية في الأهمية بالنسبة لها لتدرك كم المسؤولية المرمي على عاتقها , إضافةً إلى ذلك عملت كجليسة أطفال Baby Sitter وموظفة حسابات و أيضاً في تدريس اللغة العربية في إحدى المدارس .
- وبين كل هذه التجارب المؤقتة تقول ندى أن الحياة هنا في أمريكا رغم صعوبتها فهي على الأقل بيئة حاضنة وغير مقيدة, فأنا هنا أعيش كإنسان فقط دون الولوج إلى معرفة ديانتي أو بلدي أو أي معلومة خاصة بي, بالإضافة إلى أنني لم أواجه يوماً أي شكلٍ من أشكال العنصرية أو التمييز بل هناك العديد من أصدقائي إلى اليوم لا يعرفون من أين أتيت حتى !
- تُضيف ندى بأنها تصبو إلى تمكين نفسها اليوم ووضع بصمة حقيقية في تاريخ الفن داخل أمريكا وخارجها . فهي تنظم من فترة إلى آخرى معارض فردية وجماعية , وآخرها كان في شهر مايو 2017 والذي كُرمت على خلفيته من مدينة لوس أنجلوس بشهادتين . أيضاً تتطوع ندى في العديد من المتاحف الفنية والذي يكسبها خبرةً واسعةً في هذا المجال تساهم في إستقلالية إنتاجها الفني .
- “دائماً ما يعتقد المجتمع أن المبادرة لابد أن تكون من رجل لا من إمرأة “
- وها أنا اليوم أُبادر وأعمل وأتطوع وأسافر وأخوض التجارب بكافة مستوياتها, فالجميع له الحق في خوض التجربة بغض النظر عن جنسه.